8 نصائح وقائيّة لتقي طفلك التعرض للتحرش الجنسي
يُعدّ الحفاظ على سلامة الأطفال وحمايتهم من التحرش الجنسي من أهم الأولويات التي يجب أن تضعها الأسر أمام أعينهم. إنّ التحرش الجنسي هو تعدٍّ خطير لا يرتبط فقط بالأذى الجسدي، بل يتعداه ليشمل الأذى النفسي والعاطفي الذي قد يؤثر على الطفل طوال حياته. لهذا السبب، يجب أن تكون الأسرة على دراية كاملة بمخاطر التحرش الجنسي، وكيفية حماية الأطفال من هذه المخاطر. في هذا المقال، سيتم عرض 8 نصائح وقائية تساعد في تقليل خطر تعرض الأطفال للتحرش الجنسي، وتمكن الآباء من بناء بيئة آمنة ومستدامة لأبنائهم.
1. تعليم الأطفال مفهوم “الجسد الخاص”
أحد الخطوات الأساسية في الحماية من التحرش الجنسي هو تعليم الأطفال من سن مبكرة ما هو “الجسد الخاص”. يجب على الأطفال أن يعرفوا أن لديهم الحق في رفض أي شخص يحاول التعدي على مساحتهم الجسدية أو اقتحام خصوصيتهم. هذا يعني أن الطفل يجب أن يعرف الفرق بين الأماكن التي يُسمح له باللمس والأماكن التي هي محض خصوصية له، مثل الأعضاء التناسلية.
يمكن للأسر أن تبدأ بتعليم أطفالهم هذه المفاهيم البسيطة منذ مرحلة ما قبل المدرسة باستخدام لغة تتناسب مع عمر الطفل، وتستمر في تعزيز هذه المفاهيم في سنواتهم المبكرة. يجب أن يعلم الأطفال أنه لا يجوز لأحد أن يلمسهم في الأماكن الخاصة بهم بدون موافقتهم.
2. الحديث مع الطفل بانتظام عن السلامة الشخصية
تعتبر المحادثات المفتوحة والمستمرة عن السلامة الشخصية أحد الأسس التي تساهم في حماية الأطفال. يجب على الآباء أن يخصصوا وقتًا منتظمًا للتحدث مع أطفالهم حول موضوعات مثل الحدود الشخصية، والتحرش الجنسي، وحق الطفل في رفض أي تصرف غير مناسب.
عند التحدث مع الأطفال عن هذا الموضوع، يجب أن يكون الآباء صريحين لكن بلغة تناسب أعمارهم. يمكن تبسيط الموضوع للأطفال الأصغر سنًا باستخدام قصص أو أمثلة تتماشى مع محيطهم اليومي. أما بالنسبة للأطفال الأكبر سنًا، فيمكن الحديث عن الموضوعات بشكل أكثر تفصيلاً بما في ذلك العلامات التي تشير إلى التحرش.
3. تعزيز الثقة بالنفس وإظهار الدعم
من المهم أن يشعر الطفل بأن له الحق في التحدث عن أي شيء يزعجه أو يشعره بعدم الراحة. تعزيز الثقة بالنفس لدى الطفل يمكن أن يكون له تأثير كبير في منع التحرش الجنسي، لأن الطفل الذي يشعر بالقوة الداخلية والثقة في نفسه يكون أكثر قدرة على الدفاع عن حدوده الشخصية ورفض أي تصرف غير لائق.
يجب على الآباء أن يكونوا دائمًا مستعدين للاستماع إلى أطفالهم وأن يظهروا دعمًا غير مشروط. هذا الدعم يعزز من قدرة الطفل على اتخاذ قرارات صحيحة في المواقف الصعبة، ويدفعه للإبلاغ عن أي تصرفات غير لائقة قد يتعرض لها.
4. تحديد من يمكنه لمس الطفل ومتى
يجب أن يتم تحديد من يحق له لمس الطفل تحت أي ظروف. على سبيل المثال، يمكن تحديد من يحق لهم مساعدتهم في ارتداء الملابس، أو من يمكنه حملهم في حال تعرضهم للإصابة أو المرض. يجب أن يعرف الطفل بوضوح من هو الشخص الذي يمكنه مساعدته في المواقف الضرورية، ومن هو الشخص الذي ليس لديه الحق في التعدي على خصوصيته.
إذا كانت الأسرة في بيئة تربوية، مثل الحضانة أو المدرسة، من المهم أن يتم إخبار الأطفال بشكل دوري بالفرق بين التصرفات التي تعتبر لائقة والأخرى التي تعتبر انتهاكًا لخصوصيتهم.
5. تعليم الأطفال كيفية التعامل مع المواقف المشبوهة
يجب تعليم الأطفال كيف يتصرفون في حال تعرضوا لمواقف غير مريحة أو مشبوهة. من الضروري أن يفهم الطفل أنه من حقه الهروب من المواقف التي تزعجه أو التي يشعر فيها بالتهديد. يجب أن يتعلم الأطفال قول “لا” بثقة في وجه أي شخص يحاول تجاوز حدودهم الجسدية أو العاطفية.
إضافة إلى ذلك، ينبغي على الأطفال أن يعرفوا أهمية إخبار شخص بالغ موثوق به فورًا عن أي حادثة غير لائقة. ينبغي أن تكون الأسرة المصدر الأول للثقة، ولكن من المفيد أيضًا تعليم الطفل كيفية التعامل مع المعلمين أو المستشارين في المدرسة إذا كانت الأسرة ليست في متناول اليد.
6. التأكد من البيئة المحيطة بالطفل
في بعض الأحيان، يمكن أن تحدث الحوادث في الأماكن التي يشعر فيها الطفل بالأمان، مثل المنزل أو المدرسة أو الحديقة. لذلك، من المهم أن يحرص الآباء على مراقبة البيئة التي يتواجد فيها الطفل، سواء كانت في المدرسة، النادي، أو أي مكان عام. ينبغي على الآباء التعاون مع المعلمين والمشرفين على الأنشطة المختلفة للتأكد من أن هذه الأماكن توفر بيئة آمنة للأطفال.
من الجيد أيضًا تجنب ترك الأطفال بمفردهم في أماكن غير مألوفة أو مع أشخاص غير معروفين جيدًا. وفي حال كان الطفل يعبر عن شعوره بعدم الارتياح تجاه شخص أو مكان ما، يجب أخذ ذلك بعين الاعتبار والتعامل مع الموقف بجدية.
7. استخدام التكنولوجيا بشكل آمن
في عصر التكنولوجيا والإنترنت، أصبح من المهم جدًا توعية الأطفال حول مخاطر الإنترنت وكيفية استخدامه بشكل آمن. يمكن للأطفال أن يتعرضوا لمخاطر التحرش الجنسي عبر الإنترنت من خلال الدردشات الإلكترونية أو منصات التواصل الاجتماعي. لهذا السبب، من المهم أن يكون لدى الأسرة أدوات رقابة تكنولوجية لمتابعة استخدام الطفل للأجهزة الإلكترونية، مثل الهواتف الذكية والحواسيب.
يجب تعليم الأطفال كيفية حماية خصوصياتهم وعدم مشاركة معلومات حساسة أو صور خاصة على الإنترنت. كما ينبغي التأكد من أن الطفل يعرف أن أي شخص غريب يتواصل معه عبر الإنترنت يجب أن يكون مشبوهًا، وأنه ليس من الضروري الرد على رسائل أو مكالمات غير معروفة.
8. التوعية بحقوق الطفل والقانون
من المهم أن يعرف الطفل أن لديه حقوقًا قانونية تحميه من التحرش الجنسي، وأنه ليس مسؤولًا عن أي تصرفات غير لائقة قد يتعرض لها. يمكن للأسرة تعزيز هذا الوعي من خلال تعريف الطفل بقوانين حماية الأطفال، وكذلك بما يترتب على التحرش الجنسي من عواقب قانونية.
يمكن للأب أو الأم الاستعانة بمصادر خارجية كدورات تدريبية أو ورش عمل لتثقيف الطفل بحقوقه وحمايته القانونية، بالإضافة إلى التواصل مع المؤسسات الحكومية أو غير الحكومية التي توفر الدعم للأطفال في حالات الطوارئ.
الخاتمة
إن الوقاية من التحرش الجنسي تتطلب مزيجًا من التوعية، والتعليم، والدعم المستمر للطفل. من خلال اتباع هذه النصائح الوقائية، يمكن للأسرة المساهمة في خلق بيئة آمنة تحمي الطفل من الأخطار التي قد يواجهها. إلا أن الأساس في ذلك يكمن في بناء علاقة صحية من الثقة بين الآباء وأطفالهم، حتى يشعر الطفل بالحرية في الحديث عن أي تجربة قد تكون مقلقة أو مخيفة له.
